Tale of the Phoenix
				
				In April, 2003, the bombings took a heavy toll on Baghdad. Many 
				parts of the city were reduced to rubble. Worse, chaos broke out 
				in the streets, driving the city into utter hell. 
				
				The morning after that first sleepless night I went to check on 
				a place most dear to me, the Academy of Fine Arts. It was here 
				that I had studied and enhanced my artistic skills. To my 
				dismay, the Academy’s street was littered with books, and pages 
				torn from them blew in the dry wind. As I entered the Academy’s 
				library, my senses were abruptly confronted by an acrid smoke 
				that silently drifted above irregular mounds of charred books. 
				In that instant discovery combined with pain, I saw that my 
				beloved Academy had become another victim of a mob out of 
				control. They had emptied the library shelves and set the books 
				afire. The destruction was total. As I walked about, the 
				pressure of my feet on damp and partially burned pages seemed to 
				gently squeeze more pungent odors into the silence around me. I 
				realized that a new bitterness in the air was the source of my 
				tears. I just couldn’t be certain how much of those tears were 
				caused by the smoke and how much were from being emotionally 
				distraught. 
				
				I felt like a fireman desperately in need of finding survivors. 
				As I pushed through the piles, I noticed a few books that, 
				although covered with soot, appeared to have survived. That’s 
				when I spotted a book with a pale yellow cover. As I picked it 
				up, I felt my fingers shaking. I brushed off the soot. Here was 
				a survey of beautiful Russian landscape paintings. Suddenly, 
				just as I started to turn the pages, the book collapsed. The 
				whole block of pages, first weakened by the fire and later by 
				the water, dropped from its spine. The pages scattered around me 
				on the damp dirty floor.
				
				Now I held only the cloth cover. Looking closer, I was haunted 
				by the little details of life that filled the inside cover: 
				strips of cotton, some Arabic verses scribbled in pencil, notes 
				written by the librarian. My imagination was reborn. Here I 
				found the essence of life deeply inscribed as signs of one 
				book’s extensive journey. I was filled with a new sense of life 
				and hope. I also found it visually inspiring. Like the fireman 
				realizing that some victims were still breathing, I began to 
				gather together more covers that called to me. The appearance of 
				the cover was most important. Collectively, these books 
				challenged me to bring them back to life from their graveyard 
				floor. 
				
				I brought a pile of the damaged covers back to my studio and 
				immediately started to work. With passionate fingers, I started 
				to transform them. First, I rubbed their surfaces to remove much 
				of their previous literary appearance. Next, I cut swatches from 
				the covers, punched holes, re-applied loose delicate strings and 
				lacey webbings, and even painted on them. In the process, I was 
				ever-mindful that these books once documented so many great 
				achievements in world history. Once, they had been valuable 
				resources for the people of Iraq. Now, in their transformed 
				state, these collages were bringing back life to books whose 
				texts had been completely destroyed. These works of art are 
				newly-derived from sacred bones. As such, they should stand as 
				symbolic documents of the resilience of cultural life. They are 
				also my attempt to gain victory over the destruction surrounding 
				us in Baghdad.
				
				Qassim Sabti
				Baghdad, June 2005
				
				
				أقنعة النص / حكاية الموت النبيل
				
				في المساء وحين 
				يغادر الأصدقاء حديقة الجاليري (حوار في بغداد ) وبعد ساعات من 
				الثرثرة اللامجدية. اتلمس الطريق وسط العتمة الى مرسمي الذي ازدحم 
				بمئات الكتب التي داستها بساطيل الغزاة او بعثرتها اصابع اللصوص 
				اللامبالية!! اتذكر جيدا ً تلك اللحظات المريرة، كان ليل بغداد 
				والمطرز بملايين الشظايا قد تحول الى ما يشبه الجحيم. كنت انظر 
				بحسرة مشوبة بحزن عميق الى اكاديمية الفنون الجميلة والى مكتبتها 
				تحديدا ً وقد تحولت الى ركام بعد ان احرقها اللصوص في حفل هستيري 
				اعلنوا فيه انتصارهم على الحضارة! في صباح اليوم التالي كان كل شيء 
				قد انتهى وماعدا بعض الكتب التي تبعثرت هنا او هناك لم اكن متاكدا 
				ً من ان شيئا غير عادي سيحدث، كنت اتمشى منكسرا ً في ممرات الكلية 
				والتي قضيت فيها احلى ايام شبابي وانا اجتر تلك الذكريات عن عشاقها 
				الذين افترشوا ظلال الاشجار او اختبئوا في عتمة الزوايا فجاة لمحت 
				من بين الركام ذلك الكتاب الاصفر الكالح ورحت باصابع مرتجفة اسحبه 
				مزيلا عنه اثار تلك الليلة القاسية لقد كان مليئا ً بصور الطبيعة 
				الروسية المحببة وانا اتفحصه بارتباك سقط من يدي وحاولت تلقفه كرد 
				فعل لكنه تمزق الى جزئين. بقي الغلاف بين اصابعي وصار النص من حصة 
				الارض المليئة بالسخام! وفي لحظة لا انساها ابدا فتحت الغلاف واذا 
				بذلك النسيج القطني المبهر وقد التف بشغف حول خاصرة الكتاب، يا 
				الهي! ماهذه الحيوات التي طرزت سطح الغلاف الداخلي ، اهداءات ، 
				ابيات شعر ، ملاحظات امينة المكتبة كانت مثل كوة اطل منها على 
				تاريخ هذه الاغلفة المنسية. وحملته منطلقا ً الى مرسمي القريب وكمن 
				يلاحقه هاجس الفناء امسكت بتلك السكين الصدئة التي رافقتني منذ امد 
				بعيد وراحت اصابعي المنفعلة تعمل على اعادة الروح للغلاف الجريح 
				وبهستيريا لا يحد من اندفاعاتها سوى تلك الخبرات الممتدة الى اكثر 
				من عشرين عاما ً مضت من التجريب المستمر وبقيت اصابعي تعمل في كل 
				الاتجاهات وحين ادركت بان ماوجدته بين الركام  قد استحال الى 
				عمل فني مذهل احسست بأني قد قبضت على تلك اللحظة التي بحثت عنها 
				منذ لحظة التخرج من الاكاديمية لقد اضحى كل ما مضى من انجاز ظلالا 
				ً او شيا ً اخر لا يمت لي بصلة .. لقد صار الخوف والتمرد والضجر 
				والغربة والخراب هي المواد التي تتشكل بأمتزاجها العالم السري الذي 
				تنهل منه هذه الاعمال . 
				
				لم يكن الرسم ضالتي فقد كنت اضمر الف سبب للاضراب عنه ولكن شعوري 
				بان هذا النمط من الاعمال انما يسعى الى تقشير العالم وازالة مضهره 
				الخارجي والبحث في ثناياه الخبيئة عن اثر للمعان مهمل .. ثمة امل 
				اقترحه هنا لقد باتت كل الاوقات والجهات تبدو ممكنة بعد الخراب 
				الذي عشناه لقد صار الفصل بين الاغلفة والنص عملا يقودني الى 
				اكتشافات مذهلة تتوالى بشكل ممتع ! وصار قراءة هذه السطوح المليئة 
				بالاسرار والانصات الى عذاباتها واحدة من اهم هواياتي على الاطلاق 
				، اما النص الذي قرأه الالاف فقد صار جزءا ً من العدم! وان تعرية 
				هذه السطوح النازفة مما علق بها من الالام يساعدني على استخراج 
				مواقع الدهشة في لقاء فجائي لم يكن مقدرا له ان ينتسب الى عالم 
				الرسم بمفاهيمه التقليدية .. كانت المعاني التي استدرجتني اولا ً 
				الى ذلك المكان حيث لا معنى حيث العبث كله. العبث  بصيغته 
				المثلى وهو يلف الاشياء بظلالاته وهنا تكمن واحدة من اهم المفارقات 
				التي ينطوي عليها المسعى الجمالي لهذا النمط من الاعمال.
				كان صمتها يعيث بها خرابا وينفخ الروح في عزلتها والتي هي مصدر 
				ثرائها الروحي انها مشروع عبثي متاح يسمح بأعادة النظر في مايمكن 
				ان يفترضه المرء من اسئلة .. الى اين نمضي؟ وكيف السبيل الى 
				الخلاص؟! 
				
				ان حساسية مفارقة الاشياء هي الاشد نفوذا ً كما لو ان تلك الاعمال 
				تسعى الى توثيق كل هذا الخراب .. واستنادا الى مفهوم قراءتي الجديد 
				للاشياء فأن منظومة معاصرة للتلوين يكون اساسها تلك الروح المحبة 
				للفن كفيلة بأنجاز ذلك الحلم الشفيف والذي ظل يغطي ايامنا رغم 
				الصعوبات .
				ان الطريقة المبتكرة لانجاز هذه الاعمال ترك بصماته العميقة على 
				كامل تجربتي ولا ابالغ اذا قلت انها البداية الحقيقية لفن مابعد 
				الاحتلال! فحين تلتهم سرفات الدبابات اسفلت الطرقات وارصفتها 
				بهمجية واضحة يكون الاشتغال على مفاهيم غير تقليدية للفن ردا ً 
				مناسبا ً على اولئك الذين تركوا مكتباتنا ومتاحفنا ومراكزنا الفنية 
				عرضة للخراب! وان الوادي الذي احتضن اقدم الحضارات سيظل قادرا ً 
				على ان يمد هذا العالم الظالم بنور الحب والفن والحرية.....
				
				قاسم السبتي